وفاء
عدد المساهمات : 15 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 29/11/2009 العمر : 30 الموقع : lolo_lolo.1980@YAHOO.COM
| موضوع: الأخوة يا اخوات السبت ديسمبر 12, 2009 2:55 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين اما بعد: إخوتاه يا لهفَ نفسي على خلٍ افتقدت يداي يدَه . يا لهفَ نفسي على أخٍ كان ودي ودَّه . كان يجمعنا رباط فتناثر عقده . كان لا يفارقني سبيلاً فكيف بغول الطريق بعدَه . وكأنَّها الدنيا تأبى حبيباً تديمه فما يلوح حتى ترده . وكيف صفاءُ العيشِ للمرءِ بعدما تغيَّبَ عنه رهطُهُ وحِبُّهْ ؟ ، أما كان ربي ربه ، أما كان قصدي قصده ، أما كانت صلاتنا صلات قلوبنا أم قد قطع عهدَه ، أما كنا إذا باشرنا معا أمراً تدنو أقاصيه ويهون أشده . يا قوم إنِّي أريد أختي هذه فمن ذا يدلني عليها حتى أردها ، أخبروها عما لحقني منذ أبلاني فقدها ، عساها تحنو لي ويصفو وجدها ، قولوا لها : ما زالت حزينة بلقاء غيرك فطيبها فإنَّ وجهك سعدها . إخوتاه إي والله لا شيءَ في الدنيا أحبُّ لناظري من منظرِ الخلانِ والأصحابِ المتحابين في الله ، ولكن أين هم ؟ أين المتحابون في الله ؟ !! في زمن الغربة يمضي الإنسان يبحث عن حبيب ، يبحث عن نصير ، يبحث عن معين ، وهو في الأصل يكتفي بالله عز وجل أنيسا ومعيناً ونصيراً ، ولكن مع كثرة الأعداء وكثرة الشبهات والشهوات وقلة الأتباع والأنصار يجد المرء نفسه يناجي ربه يشكو إليه ما صار إليه الحال الآن " اللهم إننا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربنا ، إلى من تكلنا ، إلى قريب يتجهمنا ، أو إلى عدو ملكته أمرنا إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لنا ، نعوذ بنور وجهك من أن ينزل بنا غضبك ، أو يحل علينا سخطك ، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك " . نعم والله إن هذا الدعاء لينطق بحرقة قلوبنا مما نحن فيه في هذه الآونة ، ومن خلال تلك الكلمات تجد قلباً مكلومًا ، يبحث عن حبيب يصفو إليه ، ويأوي إليه ، ويبثه همومه ، ويحمله أحزانه ، ويشاركه أفراحه وأتراحه . أين هذه الصديقة ……؟ أين هذه الأخت الحبيبة …..؟ أين …أين …..؟ قلَّ الصديقُ وإِنْ أصبحتَ تعرفُ لي مكانهُ ، فأَبِنْ لي أينَ أقصدهُ
إخوتاه آهٍ على زمن اتخذ الناس فيه أهواءهم آلهة من دون الله !! آهٍ على زمن عبد الناس فيه المادة وأقبلوا على المنافع والمصالح !! آهٍ على زمن الفرقة والشتات ، آه على زمن قانونه " خذ وهات " ، زمن الجلب دون العطاء ، زمن الأنانية وحب الذات بل قل : عبودية الذات ، زمن النفوس المدلهمات ، زمن القلوب المظلمات ، آهٍ على زمان الأفاعي والحيات . يا قوم إني أبحث عن حبيبتي في الله ، عن مؤنسي في وحشتي ، عن مشاركي في غربتي فهل بالله وجدتموها ؟ هل بالله رأيتموها ؟ عَجِبْتُ لإبعاد النوى من نُحِبُّهُ ، وتَدْنو بمن لا يُستلذُّ له قُرْب ، والبين مشجي قلبي ومسبل عبرتي ، فيا رب حبيبتي فيك … أختي فيك … لا تحرمني أنسها ، يا رب اجمع بين قلوبنا … فإني لا أطيق بُعدها .
| |
|